الفصـل الأول

من كتاب الشخصية

للكاتب عبد الله خمّار

 

بناء الشخصية

        مادام من المتعذر على الإنسان إن لم نقل من المستحيل أن يعيش وحيدا، فعليه أن يفهم من حوله، و كما يدرس ما حوله، من ظواهر الطبيعة ليستطيع فهمها والانتفاع  بخيراتها، واتقاء شروها وكوارثها، عليه أن يدرس من حوله لنفس الغاية، وهي الانتفاع بالخير، الموجود في الإنسان، واتقاء الشر الذي يأتي منه، وكل منا بحاجة إلى فهم الآخرين ليستطيع التعامل معهم في حياته ومهنته.

علم الشخصية :

        ومن هنا فقد بدأ التفكير بدارسة الشخصية بطريقة علمية تجريبية منذ أواخر القرن التاسع عشر، ونشأ في علم النفس علم خاص يسمى علم الشخصية يدرس فيه الإنسان، مركزا في الوقت نفسه على الفروق الفردية وعلى تشابهه مع غيره من الأفراد، ولما كانت هناك جوانب متعددة للشخصية، منها ماهو فطري أو غريزي، ومنها ما يكتسب من البيئة والثقافة، وكذلك أنواع مختلفة من السلوك، فقد اختلف الباحثون في الشخصية في تغليبهم جانبا على جانب، أو في تركيزهم على عنصر دون آخر، فبعضهم يؤكد في نظرياته على الغرائز والقوى الفطرية التي تحدد سلوك الفرد وتجعله حتميا، فيما يؤكد غيرهم على الجوانب الاجتماعية والتربية في تفسير سلوك الفرد وإمكانية تعديله .

الشخصية في الرواية :

        وقد انعكس هذا الاختلاف على كتاب الرواية الذين يركز بعضهم على البعد الجسمي حيث تحدد استعدادات الإنسان الجسمية والفطرية مسيرة حياته، ويعتقد بعضهم أن البعد النفسي هو الأهم حيث أن سلوك الفرد تحدده عوامل نفسية معقدة قد لا يفهمها ولا يعرفها الفرد نفسه. ويركز هؤلاء على الدوافع واللاشعور. كما يركز آخرون على البعد الاجتماعي والبيئة والتربية  مؤكدين أن الإنسان نتاج مجتمعه، حيث يوجهون أصابع الاتهام في السلوكات السيئة التي يقوم بها الأفراد إلى المجتمع، فهو في رأيهم، المسؤول الأول والأخير عن فساد الأفراد.

        ونحن في دراستنا للشخصية نعتمد على رسم الكاتب لها ولأبعادها ولمميزاتها، ونقيم أفعالها وفقا لرؤيته سواء أكانت نتيجة تأثير الوراثة والفطرة، أو تأثير البيئة الاجتماعية والظروف، ولايحق لنا أن نستنتج مالم يرده الكاتب، أما مناقشته في الشخصية إن كانت مقنعة أم لا فهذا حكم نقدي منفصل يمكن أن نقدمه بعد دراستها أو تحليلها.

        ومادامت دراسة الشخصية هي تحليل لعناصرها، فيجب أن نعرف كيف بنى الروائي شخصيته من هذه العناصر.

خلق الشخصية :

        ترى كيف يخلق الكاتب شخصيته؟ حينما تتولد فكرة الرواية أو المسرحية لدى الكاتب يبدأ بتخيل الشخصيات المناسبة للتعبير عن هذه الفكرة وحبك الأحداث التي تتصل بها. إنه يتخيل أبطاله يحسون ويتكلمون ويتحركون، وتبدأ ملامحهم بالاتضاح له. وكثيرا ما يستعير الكاتب نماذج شخصياته من الواقع، فيأخذ بعض الملامح من الناس الذين يعرفهم حق المعرفة، ويمزجها بملامح أخرى من خياله. واستعمال نماذج من الحياة الواقعية يجعل الشخصية أكثر إقناعا، لذلك كان من أسرار نجاح الكتاب في البداية أن يكتبوا عن  موضوع يحسنونه، وأن يختاروا أشخاصا لهم أساس وجذور في الواقع دون أن ينقلوا السمات كما هي بل يجروا عليها بعض التعديلات، فإذا أراد الكاتب تصوير شخصية الأم أو الأب في الرواية أو المسرحية فليس هناك مانع من أن يأخذ بعض ملامح أمه أو أبيه وبعض سجاياهما ثم يكمل الشخصية بملامح من عنده حتى لا يظهر التشابه.

ملف الشخصيــة :

        وحين يتخيل الكاتب شخصيات الرواية يبدأ بفتح ملف لكل شخصية يصفها فيه وصفا دقيقا وكأنها شخصية حقيقية، ويضع لها سيرة وتاريخا ونسبا ولا يفوته شيء من الوصفين الخارجي والداخلي بما في ذلك البيئة التي عاش فيها هذا الإنسان، والمدارس التي تلقى فيها تعليمه، والأمراض التي أصابته في صغره، وقصص الحب التي عاشها قبل أحداث الرواية، وحين يصبح للشخصية تاريخ ووجود يختار منه الكاتب ماهو ضروري للقارئ لمتابعة أحداث الرواية ويهمل الباقي.

مقومات الشخصية:

        ويهتم الكاتب بإبراز بعض ميزات أو عيوب الشخصية وأبعادها الجسمية والنفسية والاجتماعية ذات العلاقة بالرواية، وهذه أهم العناصر التي يكون الكاتب منها شخصيته:

أ- البعد الجسمي: وهو شكل الإنسان وطوله أو قصره، وحسنه ووسامته أو دمامته، واستدارة وجهه أو استطالته وبروز أنفه أو صغره وطول عنقه أو قصره، وبدانته أو نحافته، ولون بشرته وعينيه وشعره وأسنانه، ونظافته أو قذارته، ورائحته الطيبة أو الكريهة، ونعومة بشرته أو خشونتها، وعذوبة صوته او قبحه ونوع ثيابه وجدتها أو رثاثتها وبين هذا أو ذاك يكون أواسط الناس أجساما.

ب- البعدان النفسي والاجتماعي: ويعني علماء النفس بالبعد النفسي الجانبين العقلي والانفعالي الوجداني، وبالجانب الاجتماعي التربية والبيئة، ولكن هذه الأبعاد متداخلة فيما بينها يؤثر كل منها في الآخر ويتأثر، والثياب تعبر عن ذوق صاحبها وبيئته ومستواه الاجتماعي في الوقت نفسه.

        ويعتمد الكاتب في وصف البعدين النفسي والاجتماعي على إبراز بعض هذه المقومات:

  1.  البيئة الطبيعية والاجتماعية: فهي تؤثر في طباع الفرد وسلوكه وأخلاقه فالبيئة الصحراوية تختلف عن الجبلية، وبيئة المدن غير بيئة الريف، وبيئة الأسرة المتمسكة بالقيم تتميز عن بيئة الأسرة المنحلة وهكذا.

  2.  الذكاء: هو المظهر العقلي للإنسان، وهو فطري وراثي ولكن له أثرا كبيرا في نجاح الإنسان.

  3.  الثقافة: نتاج رقي المجتمع وعصارة حضارته، وخلاصة مثله وقيمه ومحك تقدمه وتخلفه، وحظ الناس منها يختلف من شخص إلى آخر، فهناك المفكر والمثقف والمتعلم ونصف المتعلم والأمي والجاهل.

  4.  المستوى الاجتماعي: من الفقر والغنى وموقع الشخصية في السلم الاجتماعي والوظيفي والطبقي.

  5.  الجانب الانفعالي الوجداني: هو الجانب الثاني من المظهر النفسي. (الجانب الأول هو الذكاء) وهو أعقد الجوانب وأكثرها غموضا في شخصية الإنسان إذ يشمل سماته الوراثية الأخرى غير العقلية كخفة الروح أو الظل والمزاج والطباع ومايصدر عنها من عواطف وانفعالات ودوافع.

ملخص لبعض القواعد المستعملة في وصف الشخصية:

        أما القواعد التي يستعملها الكاتب في الوصفين الخارجي والداخلي لشخصيته فهي:

  1.  التركيز على ما يميز الشخصية عن غيرها، وإبراز ما يشد الانتباه إليها في المظهر الجسمي سواء أكان مزيه (طول الجسم، حسن الوجه، سعة العينين... إلخ) أو علامة فارقة (شامة على الخد، طول الشعر، حركة مميزة عند المشي... إلخ).

  2.  التركيز على مايميز الشخصية عن غيرها من مزايا أو عيوب نفسية أو خلقية (الذكاء، الشجاعة، الكرم، القناعة أو الغباء، الجبن، البخل، الجشع والطمع، الاتزان والهدوء أو العصبية والانفعال)، ويجب أن تكون هذه الصفات منسجمة مع موضوع الرواية.

  3.  المنهجية في وصف الجسم والانطلاق من العام إلى الخاص أو من الخاص إلى العام. (أن يبدأ بالمظهر العام للشخصية كطول القامة أو اعتدالها ثم ينتقل إلى وصف الأجزاء فيبدأ بالوجه ثم ينتقل إلى العينين فالأنف فالفم...إلخ وقد يبدأ بالأجزاء فيصف العينين وينتقل إلى الأنف فالفم فالوجه فالقامة).

  4.  استعمال بعض عناصر الوصف الخارجية المناسبة لوصف الجسم:

الأشكال والألوان والأضواء والظلال، الأصوات، الروائح، الطعوم، الملموسات.

  5.  المزج بين الوصفين الخارجي والداخلي للشخصية فهما كل لا يتجزأ.

  6.  وصف الشخصية أثناء الحركة والانفعال ليكون الوصف حيويا.

  7.  الوصف التدريجي للشخصية وتقديمها على مراحل وربط الوصف بالأحداث دفعا لملل القارئ.

  8.  استعمال ما يناسب الرواية من أساليب الوصف الداخلي وهي:

أ- الوصف المباشر الذي يقوم به الكاتب نفسه.

ب- الوصف بالمقارنة لإظهار التناقض بين شكلين أو طبعين أو خلقين.

جـ- الوصف بالحوار أو الرأي، حيث نكشف صفات الشخصية ومميزاتها من خلال حوارها مع الآخرين ومما تبديه من آراء.

د- الوصف بالفعل ونكتشف صفات الشخصية من خلال أفعالها وسلوكها وعلاقاتها الإنسانية بالآخرين.

هـ- الوصف من خلال مناجاة النفس: ونكشف بعض صفات الشخصية من خلال حديثها مع نفسها.

و- اليوميات، وتفصح الشخصيات عن نفسها من خلال اليوميات التي تكتبها.

ز- الرسائل، ونكشف بعض صفات الشخصية من خلال الرسائل التي تكتبها.

  9.  استعادة الذكريات: تتذكر الشخصية الأحداث الماضية ويكشف لنا ذلك عن بعض صفاتها.

    ويلجأ الكاتب إلى هذه الأساليب لوصف شخصياته أثناء الحوار والفعل والانفعال والحركة ليتجنب الوصف المباشر الممل.

عناصر أساسية في بناء الشخصية الروائية:

        واختلاف الناس في النشأة والتكوين والثقافة والذكاء والأمزجة والطباع يؤدي إلى اختلافهم في الغايات والدوافع والوسائل، وهي مما يجب إبرازه بوضوح في بناء الرواية.

        قد يهمل الكاتب الجانب الجسمي فيصفه وصفا مجملا دون تفصيل، وقد لايذكر من مقومات الشخصية إلا المهم والضروري لفهم أحداث المسرحية أو الرواية، ولكنه لايستطيع أن يهمل العناصر الثلاثة التي تحدثنا عنها لأنها تكشف لنا عن طبيعة الشخصيات الأنانية أو الغيريّة وتظهر لنا مبادئهم وقيمهم الخلفية والروحية، أو المادية والانتهازية.

الغايات:

        لكل شخصية واقعية أو روائية غاية تسعى إليها، فهناك من يسعى إلى الجاه والثروة وهناك من يسعى إلى المنصب والسلطة، وهناك من يسعى إلى التفوق في العلم أو الصناعة او التجارة أو الأدب أو الفن، وهناك من يسعى إلى كسب لقمة العيش له ولأسرته، وهناك من يسعى إلى إذلال الغير أو استعباده.

        وهناك من يعيش كالحيوان لاغاية له إلا انتهاب اللذات الحسية، أي أنه يعيش ليأكل. وميول الإنسان وطباعه وثقافته هي التي تحدد غايته وأهدافه.

الدوافع:

        قد تتفق الغايات وتختلف الدوافع فهناك من يسعى إلى السلطة بدافع خدمة بلده ومجتمعه، وهناك من يسعى إليها بدافع الكسب الشخصي واستغلال النفوذ. هناك من يسعى إلى المال للتمتع به ومساعدة غيره، وهناك من يسعى إليه للتحكم في الآخرين أو لمجرد جمعه، ودافع الأول حب المجتمع، ودافع الثاني حب نفسه أو حب المال. وقد تكون الدوافع دنيئة كحب الانتقام أو إيذاء الآخرين بدافع عنصري أو طائفي أو حزبي...إلخ. وحتى الغاية النبيلة كعمل الخير تفقد قيمتها إذا كان الدافع إليها أنانيا كحب الظهور.

الوسائل:

        هي ما تقوم به الشخصية الواقعية في الحياة لتحقيق غاياتها، وماتقوم به الشخصية الروائية من أفعال خلال أحداث الرواية للتغلب على العقبات التي تحول دون تحقيق مآربها، وقد يتفق الناس في الغايات ويختلفون في الوسائل، فهناك من يسعى إلى السلطة بوسائل شريفة، ويصل إليها عن طريق الانتخاب النزيه، وهناك من يسعى إليها بوسائل دنيئة ويصل إليها بالغش والتزوير، وهناك من يحصل على المال بالكد والتعب، ومن يحصل عليه بالاختلاس والسرقة وهكذا... فالوسائل قد تكون شريفة وقد تكون دنيئة، وقد تكون واضحة وقد تكون مشبوهة. وإذا كانت الميول والطباع والثقافة تحدد الغايات، فأخلاق الإنسان ومبادئه هي التي تتحكم في دوافعه وتحدد وسائله.

        واختلاف غايات الناس ودوافعهم ووسائلهم هي التي تسبب الصدام بينهم في الواقع وفي الرواية. والشخصية البنّاءة في الحياة هي التي تكون غاياتها ودوافعها نبيلة ووسائلها شريفة، لأنها تساهم في بناء المجتمع وإعلاء قيمه، والشخصية الهدّامة هي ما كانت إحدى هذه العناصر أو كلها دنيئة لأنها تساهم في هدم المجتمع.

تصنيف الشخصيات:

        ونحن نصنف الشخصيات الحقيقية تصنيفات كثيرة أولها أخلاقي، فنقول عنها خيرة ومستقيمة وبناءة تبعا لسلوكها، وعملها لصالح المجتمع وأفراده وعلى العكس من ذلك ننعت العاملة ضد المجتمع بالشريرة والهدامة والمنحرفة ممّن يرتكبون جرائم السرقة والغش والاختلاس والتزوير وتهريب المخدرات.

        وهناك التصنيف النفسي للشخصية وهو كونها سوية أو غير سوية. فالشخصية غير السوية هي التي تعاني من اضطرابات نفسية وأمراض تؤثر على سلوكها مع من حولها وماحولها، فتتحول إلى شخصية عدوانية أو زاهدة في الحياة، ولكن الشخصية السوية مائة بالمائة نادرة الوجود، ومعظم الناس يتعرضون في حياتهم لمشاكل وأزمات تؤثر على سلوكهم، وإن لم تصل إلى حد المرض.

        وهناك التصنيف الذي يعتمد على الأبراج، فيقسم الناس حسب سلوكهم تجاه الحياة إلى إيجابيين وسلبيين، فالسلبي من يترك الأقدار تسير مصيره، والإيجابي من يخطط ويضع كل ثـقله لتغيير مجرى الأحداث سواء في العمل أو الحب أو السياسة. وليس معنى ذلك أن السلبي لايعمل، بل إنه يقوم بعمله ويترك الباقي للظروف، أما الإيجابي فيحاول تغيير هذه الظروف لمصلحته. والإنسان نفسه قد يكون إيجابيا أحيانا وسلبيا أحيانا أخرى.

        وهناك تصنيف يعتمد على الصفة البارزة عند الإنسان، فقد تكون غالبة على طبعه حيث يكون حليما أو شجاعا أو أنانيا أو مستبدا. وقد تكون هذه الصفة غالبة على مزاجه فيكون انطوائيا أو منبسطا، مرحا أو كئيبا. وقد تكون غالبة على عواطفه فيكون عطوفا أو حقودا. وقد تكون غالبة على تربيته فيكون مائعا أو اتكاليا. وقد تكون غالبة على وسائله في تحقيق غاياته فيكون انتهازيا أو وصوليا.

        وسنحاول الجمع بين هذه التصنيفات، وسنعتمد على الصفة او الصفات البارزة في الإنسان لتقييم الشخصية، ونبين إذا كانت سلبية أو إيجابية في تعاملها كما نبين إن كانت مستقيمة أو منحرفة وبناءة أو هدامة فيما يتعلق بغاياتها ودوافعها ووسائلها. فالشخصية المستبدة مثلا هي شخصية منحرفة وهدامة وغير سوية، والشخصية العطوفة هي شخصية خيرة وسوية وإيجابية ومستقيمة في الوقت نفسه وهكذا...

        وحين ينتهي الكاتب من خلق الشخصية أو الشخصيات المحورية، يجعلها تتفاعل مع بعضها بعضا من خلال العلاقات الإنسانية والأحداث، ويجب أن تسلك الشخصية وفقا لتكوينها وطباعها ومزاجها، فلا يمكن لشخصية شجاعة أن تتصرف تصرفا جبانا إلا في ظروف خاصة يقتنع بها القارئ، ولا يمكن لشخصية عاطفية يتحكم فيها هواها الجامح أن تفكر تفكيرا عقليا منطقيا وهكذا... وتتغير ملامح كثير من الشخصيات في نهاية الرواية نحو الأحسن أو نحو الأسوأ.

        ويجب أن يكون ماثلا في أذهاننا أن الشخصية التي يخلقها الكاتب ترتبط ارتباطا عضويا بالموضوع الذي ينوي معالجته، ومنسجمة مع الشخصيات الأخرى في الرواية (ولا نعني هنا الانسجام في العلاقة، بل مع موضوع الرواية) فحين تصور نجيب محفوظ شخصية أحمد عبد الجواد كنموذج للشخصية المتسلطة في المنزل، كان لا بد أن يتصور معه المرأة والأولاد ليظهر تسلطه، وكان لا بد أن يتصور سلوكه خارج المنزل وبالتالي أن يتصور أصدقاءه وجلسات الأنس والطرب ليظهر ازدواجيته.

        وهذا يعني أن الشخصية تولد وموضوعها معها، وتولد ضمن بيئة وليس في فراغ، ثم تنمو ضمن علاقتها مع الشخصيات الأخرى. ويجب أن تكون طباعها ومزاجها وتكوينها منسجمة مع غاياتها ووسائلها، فلا يمكن أن ننقل مثلا محجوب عبد الدائم بطل رواية القاهرة الجديدة و نضعه بدلا من السيد أحمد عبد الجواد في رواية بين القصرين والعكس صحيح .فبناء الشخصية هو جزء من البناء القصصي للرواية فيها.

لقراءة الجزء التالي من هذا الفصل انقر هنا: نموذج من بناء الشخصية: حميد سرّاج لمحمد ديب

لقراءة التمهيد انقر هنا: تمهيد: بناء الرواية

 للاطلاع على فصول الكتاب، انقر هنا:  الشخصية

للاطلاع على الكتب التعليمية الأخرى للكاتب انقر هنا: كتب أدبية وتربوية